الحرب التجارية- صراع الهيمنة بين أمريكا والصين وتداعياته العالمية
المؤلف: أحمد الجميعة09.26.2025

مع انقضاء حقبة الحرب الباردة في عام 1991 واندثار الاتحاد السوفيتي، وبروز القطب الأمريكي الأوحد كقوة عالمية مهيمنة على مدى العقود الفائتة، وتحمل أعباء جسيمة للحفاظ على امتيازات الهيمنة والنفوذ؛ شهدت الإدارات الأمريكية المتعاقبة تحولاً بارزاً من الصراع الأيديولوجي المحتدم مع الروس (شيوعي/ ديمقراطي) إلى مرحلة تدعيم وترسيخ القوة العسكرية، وذلك من خلال نشر قواتها وجنودها في قواعد عسكرية منتشرة على امتداد المعمورة، وإرسال أساطيلها البحرية الضخمة إلى المحيطات والبحار، وبقي جوهر الاقتصاد الأمريكي مرتبطاً بتلك القوة العسكرية والسياسية بصورة وثيقة، على الرغم من المزايا العديدة التي يتمتع بها هذا الاقتصاد، بدءاً من مبادئ السوق الحرة، ومكانة الدولار المرموقة، وحجم الاستثمارات الهائل، وتنوع الصناعات، والتطور التقني المتسارع، وصولاً إلى السياسات الذكية والمرنة في تحفيز النمو وتعزيز الاستقرار، الأمر الذي أثمر تفوقاً ساحقاً على كافة اقتصاديات العالم الأخرى.
بيد أن الرئيس ترمب يرى أن الاقتصاد بمثابة عامل ثانوي تابع لقوة أمريكا على الصعيد العالمي، وليس كياناً مستقلاً بذاته مقارنة بالقوة العسكرية والسياسية، وهو الأمر الذي دفعه إلى بناء برنامجه الانتخابي على أسس اقتصادية متينة؛ إيماناً منه بالتأثير القوي للاقتصاد على السياسة والدفاع، ويستدل على ذلك بالصين التي لا تمتلك قواعد عسكرية منتشرة في أنحاء العالم، ولم ترسل جندياً واحداً لخوض المعارك خارج حدودها، ومع ذلك استطاع الاقتصاد الصيني أن يتبوأ مكانة المنافس الوحيد لأمريكا بعظمتها ونفوذها، الأمر الذي اضطر الرئيس ترمب إلى الاعتراف بصراحة قائلاً: «لقد كنا سذجاً وعاجزين، وعاملتنا الصين ودول أخرى بأسلوب سيئ لا يمكن التغاضي عنه»، مما دفعه إلى فرض رسوم جمركية باهظة على واردات الولايات المتحدة من 185 دولة، تتراوح نسبتها من 10% إلى 49%؛ بهدف معلن وهو تقليل العجز في الميزان التجاري الأمريكي مع تلك الدول، إلا أن الدافع الحقيقي وراء هذا التحرك أعمق وأبعد من ذلك بكثير.
الرئيس الأمريكي، عقب هذا الإعلان، يرى أن العالم بأسره يقع في كفة، بينما تقف الصين وحدها في الكفة الأخرى، وإنه حتى لو تفاوض أو علّق أو حتى تراجع عن تلك الرسوم الجمركية المفروضة على جميع دول العالم، إلا أن الصين يجب أن تبقى في نظره الطرف الأكثر تضرراً منها، ولهذا وصلت الرسالة بوضوح إلى الصينيين الذين يجيدون قراءة ما بين السطور، وفهموا مغزاها العميق، وعبر عن ذلك بجلاء المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية «لين جيان» قبل يومين قائلاً: «إن أمريكا تسعى إلى تحقيق الهيمنة من خلال حربها التجارية، وتتذرع بمبدأ المعاملة بالمثل، وتمارس الابتزاز الاقتصادي لخدمة مصالحها الأنانية الضيقة»؛ ولذلك جاء الرد الصيني سريعاً بالإعلان عن فرض رسوم جمركية إضافية على الواردات الأمريكية تصل نسبتها إلى 34%.
إن ما نشهده اليوم من تراجعات حادة في الأسواق المالية العالمية وانخفاض أسعار النفط؛ ما هو إلا بداية شرارة حرب تجارية ضروس ليست بين أمريكا والعالم، بل هي في حقيقتها صراع محتدم بين أمريكا والصين على المدى البعيد؛ فالمنتجات الصينية في الأسواق -وفق تقديرات الخبراء والمختصين- ستواجه ارتفاعاً ملحوظاً في التكلفة، كما ستشهد الصين انخفاضاً في الطلب على النفط ومشتقاته، وهو المؤشر الأوضح على تباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي الصيني، وهي الغاية النهائية التي يصبو إليها ترمب من هذه الحرب التي يتردد في تسميتها بذلك، ولكنها ستبقى معركة مفتوحة بين البلدين على مدى عقود طويلة وليس سنوات معدودة، ولن يخرج منها منتصر حقيقي.
بيد أن الرئيس ترمب يرى أن الاقتصاد بمثابة عامل ثانوي تابع لقوة أمريكا على الصعيد العالمي، وليس كياناً مستقلاً بذاته مقارنة بالقوة العسكرية والسياسية، وهو الأمر الذي دفعه إلى بناء برنامجه الانتخابي على أسس اقتصادية متينة؛ إيماناً منه بالتأثير القوي للاقتصاد على السياسة والدفاع، ويستدل على ذلك بالصين التي لا تمتلك قواعد عسكرية منتشرة في أنحاء العالم، ولم ترسل جندياً واحداً لخوض المعارك خارج حدودها، ومع ذلك استطاع الاقتصاد الصيني أن يتبوأ مكانة المنافس الوحيد لأمريكا بعظمتها ونفوذها، الأمر الذي اضطر الرئيس ترمب إلى الاعتراف بصراحة قائلاً: «لقد كنا سذجاً وعاجزين، وعاملتنا الصين ودول أخرى بأسلوب سيئ لا يمكن التغاضي عنه»، مما دفعه إلى فرض رسوم جمركية باهظة على واردات الولايات المتحدة من 185 دولة، تتراوح نسبتها من 10% إلى 49%؛ بهدف معلن وهو تقليل العجز في الميزان التجاري الأمريكي مع تلك الدول، إلا أن الدافع الحقيقي وراء هذا التحرك أعمق وأبعد من ذلك بكثير.
الرئيس الأمريكي، عقب هذا الإعلان، يرى أن العالم بأسره يقع في كفة، بينما تقف الصين وحدها في الكفة الأخرى، وإنه حتى لو تفاوض أو علّق أو حتى تراجع عن تلك الرسوم الجمركية المفروضة على جميع دول العالم، إلا أن الصين يجب أن تبقى في نظره الطرف الأكثر تضرراً منها، ولهذا وصلت الرسالة بوضوح إلى الصينيين الذين يجيدون قراءة ما بين السطور، وفهموا مغزاها العميق، وعبر عن ذلك بجلاء المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية «لين جيان» قبل يومين قائلاً: «إن أمريكا تسعى إلى تحقيق الهيمنة من خلال حربها التجارية، وتتذرع بمبدأ المعاملة بالمثل، وتمارس الابتزاز الاقتصادي لخدمة مصالحها الأنانية الضيقة»؛ ولذلك جاء الرد الصيني سريعاً بالإعلان عن فرض رسوم جمركية إضافية على الواردات الأمريكية تصل نسبتها إلى 34%.
إن ما نشهده اليوم من تراجعات حادة في الأسواق المالية العالمية وانخفاض أسعار النفط؛ ما هو إلا بداية شرارة حرب تجارية ضروس ليست بين أمريكا والعالم، بل هي في حقيقتها صراع محتدم بين أمريكا والصين على المدى البعيد؛ فالمنتجات الصينية في الأسواق -وفق تقديرات الخبراء والمختصين- ستواجه ارتفاعاً ملحوظاً في التكلفة، كما ستشهد الصين انخفاضاً في الطلب على النفط ومشتقاته، وهو المؤشر الأوضح على تباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي الصيني، وهي الغاية النهائية التي يصبو إليها ترمب من هذه الحرب التي يتردد في تسميتها بذلك، ولكنها ستبقى معركة مفتوحة بين البلدين على مدى عقود طويلة وليس سنوات معدودة، ولن يخرج منها منتصر حقيقي.